Thursday, May 26, 2005

In the Corridors of a Hospital

It’s really funny how one can see true love and affection in the most unexpected places and times. The truest expression of love is not when two persons hold hands or when they dance in their wedding, but in the corridors of hospitals.
Last week, my father went to the hospital to undertake an open heart surgery. So I spent 3 days in his hospital room.
And there I noticed that true love still exists, and that I knew nothing about it. Maybe people show their love and affection in hospitals, because it’s a place that reminds them of how vulnerable they are, how much they need each others and how close death and loss can be.
But what ever the reasons, what I experienced was very important to me. I saw how much my parents love each other and what a beautiful thing that love was, despite the circumstances. I saw care and love in the eyes of other parents, sisters, brothers and friends. And that was good because in ordinary times I see mostly grieve, jalousie, hate and boredom in people’s eyes. So it was a great experience after all, and I hope that everyone could feel and see true love one day because I think that love is the essence of life.

Monday, May 23, 2005

مصالحة أم مسامحة

كنت أجلس في أحد المقاهي المجاورة للطريق العام في منطقة الأشرفية، قرب ساحة ساسين مع بعض الأصدقاء، عندما سمعت صوت الزمامير الصادرة عن "كونفواه" من السيارات، التفتُّ لأرى "لمين الهيصة" فرأيت أعلام حزب القوات اللبنانية ترفرف في أيدي الجالسين على أبواب السيارات. لم أهتم للموضوع بما أن هذا النوع من "الكونفواهات" بات مألوفاً في الأيام الأخيرة في جميع المناطق ومن جميع الانتماءات وبالطريقة نفسها.

لكن بعد دقائق قليلة صُدمت، وانتابني شعور من الاستغراب الشديد والفرح عندما سمعت ترنيمة الزمور المخصصة للحكيم وبعدها ومن نفس السيارة ترنيمة الجنرال. علمت عندها أن هذا "الكونفواه" ليس تقليدي وأنه لا يشبه أبداً ما اعتدت عليه.

أن الأحداث الأخيرة التي جرت في لبنان كانت فريدة من نوعها إذ يبدو الوحدة والوفاق ترفرفان بأجنحتها فوق اللبنانيين. لكن السؤال الذي يطرح هو هل تتحول هذه المصالحة إلى مسامحة؟

بدأت القصة مع عودة الرئيس أمين الجميل إلى لبنان بعد طول اغتراب، وانخراطه بسهولة في اللعبة السياسية اللبنانية التي لم تتغير كثيراً منذ غياب الرئيس السابق. صافح الرئيس الجميل عدد من منافسيه وأعدائه، وشارك في الاجتماعات والخلوات على اختلافها ودعم نجله في الانتخابات النيابية. ثم حصلت مصالحة الجبل التي على الرغم من أهميتها وعمق دلالتها أصبحت اليوم أمراًَ مسلماً به، فان هذه المصالحة التي كانت تستطيع نظراً لأهميتها أن تقلب صفحة الحرب نهائياً تحولت إلى تاريخ أو مصطلح من لائحة المصطلحات والتواريخ الكبيرة جداً التي يستخدمها السياسيون والصحافيون في أحاديثهم ومقالاتهم.

وبعدها كان الحدث الأكبر، ليس مقارنةً بأهمية الأحداث السابقة، ولكن بوقع هذا الحدث على الشعب اللبناني: عودة العماد ميشال عون آخر الزعماء المبعدين، الذي صرَّح من "ساحة الحرية" أنه كان يتمنى لو أن قائد القوات اللبنانية كان موجوداً حراً معه ليشارك اللبنانيين فرحة التحرير. وكُرِّست هذه المصالحة بزيارة زوجة الحكيم، السيدة ستريدا جعجع، للجنرال في منزله مهنئةً بعودته.

رغم أنني لست من أنصار فكرة مشاركة أمراء الحرب، على تعدد طوائفهم وانتماءاتهم، في الحياة السياسية في لبنان، لكن هذه المشاهد لا تمر دون أن تترك تأثيراً كبيراً في نفسي. نظراً إلى أنني من مواليد أوائل الثمانينات فان حرب التحرير وحرب الإلغاء هي أكثر المعارك التي أثرت بي. كما إنني أعتقد أن "اتفاق الطائف" الذي أنهى الصراعات العسكرية، مما يجعله مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار، لم يشفي الجروح في قلوب اللبنانيين ولم يزيل الشعور بالخوف والقلق من عودة الحرب. لكنني أعتقد أن ما يحصل اليوم في لبنان هو أحد آخر السطور في صفحة ذاكرة الحرب الجماعية.

أما السطر الأخير في هذه الصفحة فسيكون يوم يخرج سمير جعجع من السجن ويصافح ميشال عون. بالنسبة لي هذا المشهد سيكون الأكثر تأثيراً وقد يطوي في نفسي صفحة القلق والخوف التي لا تزال مفتوحة حتى الآن.

رغم أن هذه المصافحات والمصالحات المتعددة بين أعداء الأمس وحلفاء اليوم قد تريحني على المستوى النفسي، لكن العقل لا يرى فيها سوى مصافحات شكلية تخدم مصالح الأطراف المتعددة وليس مسامحة حقيقية تنهي الحرب الأهلية بالفعل، وهي لا يمكن أن تحصل في ظل المصالح السياسية الذاتية بل هي شعور بالعفو المتجرد من أي منفعة ذاتية.

فعلى سبيل المثال ان بعد الحرب اللبنانية حصل نوع من المصالحة بين الحزبين الشيعيين اللدودين حركة أمل وحزب الله، واقتصرت هذه المصالحة على التحالف في الانتخابات النيابية والبلدية لخدمة مصالح الحزبين السياسية. لكن هذه المصالحة لم تنعكس على أنصار هذين الحزبين الذين وإن كانوا ينتخبون اللوائح المتفق عليها بين القطبين الشعيين إلا أنهم لا يزالوا يكنون كراهية تتمثل في طريقة تعامل أولاد الضيعة الواحدة من أنصار الحزبين حيث لا تزال المشاكل حول تعليق صور شهداء حزب الله أو صور قائد حركة أمل تفجر الخلافات اليومية.

أما بالنسبة لـ"مطلقي الزمامير" فان معايشتي للشعب اللبناني علّمتني أن معظم اللبنانيين متقلبي المزاج وأنهم بالأخص يتبعون زعمائهم، على اختلافهم، بشكل نمطي. فان التبعية للزعيم لا تُعنى بالمواقف السياسية بل أنها في معظم الحالات تبعية مناطقية ووراثية. فنرى أنصار أحد الزعماء يغيرون مواقفهم حسب مزاجية ومصلحة زعمائهم. يكفي أن نتابع تحركات أنصار رئيس الحزب التقدمي الاشتراك البيك وليد جنبلاط التي تهلل للوزير السابق مهما تغيرت مواقفه وتبدلت تحالفاته.

لكن دون شك أن هذه المصالحة (مصالحة من مصالح) تقفل باب حقبة تاريخية لم تخلُ من العنف والدماء، وتبشر بحقبة جديدة لن تخلو من المواجهات والخلافات التي نرجو أن تكون سلمية.

Tuesday, May 17, 2005

فوز بلير التاريخي وغياب المحاسبة


أن الانتخابات البريطانية الأخيرة التي أعادت طوني بلير إلى مركز رئاسة الوزراء للمرة الثالثة على التوالي تشكل فوزاً تاريخياً لحزب العمل الذي لم يسبق له أن حقق مثل هذا النجاح في الماضي. فقد استطاع بلير التغلّب على كل الاتهامات التي وجهها له منافسوه وكسب مرة جديدة ثقة الشعب البريطاني الثمينة، نظراً إلى تاريخ هذا الشعب الرائد في مجال الديمقراطية والمحاسبة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا يعني هذا النجاح في ظل الوضع السياسي والأمني الدولي الراهن؟

أن هذا الفوز الذي كان متوقعاً، مثل فوز الرئيس الأميركي جورج بوش بولاية ثانية، لا يدل إلا على أن رئيسي الدولتين العظيمتين اللتين تسيطران بشكل كبير على عملية اتخاذ القرار على مستوى النظام السياسي الدولي لا يخضعان لأي نوع من أنواع المحاسبة.

أن ملوك الحرب على العراق الذين تجاهلوا احتجاجات المجتمع الدولي، ورغم أنه بات من المؤكد اليوم أن سبب دخولهم في هذه الحرب لم يكن له أي وجود، لم يخضعا ولا للحظة لأي تأنيب دولي أو شعبي.

لقد بات مؤكداً أن النظام العراقي لم يكن يخفي أي أسلحة دمار شامل، مما يعني أن السبب الرئيسي لاجتياح قوات التحالف العراق كان سراباً. وعلماً أن هذا الاجتياح قد أطاح بنظام صدام حسين الاستبدادي إلا أن الخطر المباشر الذي حثَّ الولايات المتحدة وحليفها البريطاني التاريخي إلى شن الهجوم العسكري لم يكن له أي وجود. مما يعني أن الولايات المتحدة وحلفائها قد قاموا بخطأ جسيم على صعيد العلاقات الدولية وهو شن هجوم عسكري على دولة لا تشكل تهديد مباشر، مما يحتم المحاسبة على الصعيد الدولي من قبل الأمم المتحدة سلطة الرقابة العليا، أو من سلطة المحاسبة الداخلية، أي الشعب.

فان الأمم المتحدة التي كانت مسؤولة عن التحقق من وجود أسلحة الدمار والتي لم تجزم يوماً بوجودها أو بعدمه والتي رفضت المشاركة في الهجوم العسكري على العراق لم تُحاسِب حتى الآن السلطتين الأميركية والبريطانية على هذا الخطأ رغم أنها الوحيدة التي تتمتع بأعلى سلطة مراقبة ومحاسبة على الصعيد الدولي. ويعود ذلك لضعف هذه المنظمة أمام إرادة الدول القوية مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية بسبب تحكمهم بها بواسطة حقهم في النقد. فبالنسبة للكثير من المحللين، شكلت الحرب على العراق الضربة القاضية لهذه المنظمة الدولية. كما أثبتت هذه الحرب أن لا شيء يقف في وجه جدول أعمال الولايات المتحدة في الشؤون الخارجية.

أما على المستوى الشعبي فان هذه الحرب لاقت استهجاناً قوياً، نظراً إلى ما سبقها وتخللها من احتجاجات صاخبة من قبل الشعب الأميركي وخاصةً الشعب البريطاني مما أدى إلى انخفاض كبير في شعبية الرئيسين الأميركي والبريطاني حسب استطلاعات الرأي التي جرت في تلك الفترة. كما أن احتجاج الشعب البريطاني الذي وصف بلير بأنه يُبَدي تحالفه مع الرئيس الأميركي على إرادة الشعب البريطاني، دفعه إلى سلوك طريق الازدواجية الدبلوماسية مما أدى إلى وصفه بالكاذب من قبل منافسيه السياسيين البريطانيين خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.

لكن رغم كل هذه الاحتجاجات والاتهامات فاز بلير كما فاز بوش وحققا أرقاماً قياسية في النجاح واختفى أي تأثير فعلي لهذه الاستنكارات.

قد يعترض البعض على هذا التحليل مشيرين إلى أن حزب العمل الذي يرأسه بلير حالياً حقق نتيجة مخزية كونه خسر عدداً كبيراً من المقاعد في البرلمان وأن هذه الانتخابات قد أضعفت رئيس الوزراء البريطاني، وأن السبب وراء ذلك يعود إلى غضب البريطانيين من الحرب على العراق التي جرَّ بلير بريطانيا للمشاركة فيها. كما أن إعادة انتخاب بلير تتعلق بالإصلاحات الداخلية التي قام بها.

لكن حتى لو صحَّ هذا القول فان فوزاً ثالثاً لحزب العمل، وإن كان ضعيفاً في ظل الوضع الحالي، لا يشكل محاسبة كافية. فلماذا لم يحاسب بلير كما حاسب الشعب الإسباني رئيسه السابق خوسية ماريا أثنار إثر اعتداءات 11 آذار؟ ان شن حرب غير مبررة والتضحية بجنود بريطانيين في الحرب على العراق قد يتساوى بالأهمية مع الخسارة التي نجمت عن الاعتداء الإرهابي الذي هزَّ إسبانيا العام الفائت.

ولكنني لا انوي من خلال هذا المقال أن أحمل كامل المسؤولية للشعب البريطاني الذي يمتع بأحقية كاملة لإعادة انتخاب رئيس حزب العمال الذي قام بإصلاحات اقتصادية داخلية جمَّة، تعني الشعب البريطاني أكثر من السياسة الخارجية التي لا تؤثر على حياتهم بالطريقة نفسها.

لكنني أعتقد أن هذه النتيجة المشرفة التي حصل عليها بلير وبوش لا تعني إلا أن هذين الرئيسين اللذين ارتكبا خطأً غير مبرر، ليس بنظري فقط بل بنظر شعوبهما والرأي العام الدولي، لم يحاسبا على أخطائهما بل على العكس كوفئا عليها.

Monday, May 09, 2005

شكراً زياد الرحباني

تعليقاً على المقال الذي نشر في صحيفة "البلد" الثلاثاء 22 آذار 2005 بقلم السيدة منى حمدان تحت عنوان "زياد الرحباني: هل يهزم الزمن الأيقونة" أكتب التالي.

تكلم المقال عن "بعض" محبي زياد الرحباني الذين بدءوا يتخلون عنه. نعم ربما يكون "بعض" محبي زياد قد تخلوا عنه وأني أقول لهؤلاء أنكم ربما أحببتم زياد وحفظتم مسرحياته وأغانيه لكنكم لم تعرفوه أو لم تفهموه. فمن يعرف زياد ويفهمه، كما عرفته عبر مسرحياته وموسيقاه وأغانيه وتعليقاته دون أن أراه أو أتكلم معه ولو لمرة، يعلم أن زياد لم يتخلّ عن جمهوره بل هم تخلوا عنه ولم يفهموه.

ففي مقابلة تلفزيونية مع جيزيل خوري في التسعينات ظهر زياد بعد تقديمه لآخر أعماله المسرحية، وشاهد تحقيق عن عدد من اللبنانيين يقولون، "زياد موسيقي ناجح لكن ليبتعد عن السياسة فإنها ليست له" أو شيء من هذا القبيل. علماً أن موسيقى زياد هي سياسية وفنه سياسي ومسرحياته لم تكن إلا وصفاً للحالة السياسية وكيفية تعاطي الشعب اللبناني مع هذه الحالة. فبعد تاريخ من المواقف السياسية والفن الملتزم جاء بعض اللبنانيين ليقول له أنت لا تفهم في السياسة.

نسمع كل يوم تعليقات من مسرحيات زياد تذاع عبر الراديو، تعليقات مشوَّهة "مقطوشة" تظهر الجانب الهزلي لمسرحيات زياد وتبتعد كل البعد عن مغذى المشهد المسرحي، مما حول زياد إلى مجرد ممثل كوميدي وليس حالة لبنانية واقعية؛ مما جعل اللبنانيين عندما يتكلمون عن زياد يقولون "شو سلبي هل إنسان" أو "بايعها"؛ زياد مش سلبي ومش بايعها على العكس زياد ضحى بأعوام من حياته لأجل القضية لأجل أن يقدم فناً لبنانياً هادفاً ومحترماً وخاصةً منظماً.

أنا من محبي زياد ومن مناصريه في القضية ومن المعجبين بفكره وثقافته وفنه وقربه من الشعب اللبناني وذهنية الـ "Lebanese People" وحبه الكبير لوطنه.

زياد لم يبتعد، فانه لا يزال يقدم ما طلبه اللبنانيين منه في مقابلة جيزيل أي الموسيقى والأغاني. وقضية زياد لم تنتهِ مدتها، فان آخر مسرحياته "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" كانت تصف الوضع اللبناني السياسي والاجتماعي في القرن الواحد والعشرين، كما أن مسرحية "فيلم أميركي طويل" تجسد، بنظري، الوضع السياسي الراهن.

وزياد لم يدر ظهره للبنانيين بل هم أداروا ظهرهم له، عندما جزءوا مسرحياته وتعليقاته وعندما لم يفهموا من زياد سوى الهزلية الفارغة و"التشبه باليسارية". فحتى اليسارية التي عاشها زياد تحولت اليوم على أيدي بعض الشباب اللبنانيين إلى مجرد Look. أو بمعنى آخر يسارية برجوازية رأسمالية، تتلخص بالشعر الطويل واللحى الطويلة والتيشرتات المطبوع عليها صورة تشي غيفارا. (شاهدت مرة صورة لتشي غيفارا مطبوعة على منفضة معروضة في واجهة أحد الغاليرييات الـHigh).

دعوني أختم بالقول، أنا لا أنتقد جميع محبي زياد بل بعضهم ولا تفهموا من مقالي أنه تعميم. كما أنني أود أن أوجه رسالة لزياد الرحباني وأشكره على كل ما قدَّمه، فأنا من مواليد الثمانينات وأجهل الحقبة الزمنية التي كتب عنها زياد مسرحياته ولكنني عندما أسمعها اليوم أفهم ما هو لبنان، ومن هم اللبنانيون وأتعلم من أخطاء أسلافي وأستفيد من نصائح زياد المخفية في مسرحياته.