Monday, May 09, 2005

شكراً زياد الرحباني

تعليقاً على المقال الذي نشر في صحيفة "البلد" الثلاثاء 22 آذار 2005 بقلم السيدة منى حمدان تحت عنوان "زياد الرحباني: هل يهزم الزمن الأيقونة" أكتب التالي.

تكلم المقال عن "بعض" محبي زياد الرحباني الذين بدءوا يتخلون عنه. نعم ربما يكون "بعض" محبي زياد قد تخلوا عنه وأني أقول لهؤلاء أنكم ربما أحببتم زياد وحفظتم مسرحياته وأغانيه لكنكم لم تعرفوه أو لم تفهموه. فمن يعرف زياد ويفهمه، كما عرفته عبر مسرحياته وموسيقاه وأغانيه وتعليقاته دون أن أراه أو أتكلم معه ولو لمرة، يعلم أن زياد لم يتخلّ عن جمهوره بل هم تخلوا عنه ولم يفهموه.

ففي مقابلة تلفزيونية مع جيزيل خوري في التسعينات ظهر زياد بعد تقديمه لآخر أعماله المسرحية، وشاهد تحقيق عن عدد من اللبنانيين يقولون، "زياد موسيقي ناجح لكن ليبتعد عن السياسة فإنها ليست له" أو شيء من هذا القبيل. علماً أن موسيقى زياد هي سياسية وفنه سياسي ومسرحياته لم تكن إلا وصفاً للحالة السياسية وكيفية تعاطي الشعب اللبناني مع هذه الحالة. فبعد تاريخ من المواقف السياسية والفن الملتزم جاء بعض اللبنانيين ليقول له أنت لا تفهم في السياسة.

نسمع كل يوم تعليقات من مسرحيات زياد تذاع عبر الراديو، تعليقات مشوَّهة "مقطوشة" تظهر الجانب الهزلي لمسرحيات زياد وتبتعد كل البعد عن مغذى المشهد المسرحي، مما حول زياد إلى مجرد ممثل كوميدي وليس حالة لبنانية واقعية؛ مما جعل اللبنانيين عندما يتكلمون عن زياد يقولون "شو سلبي هل إنسان" أو "بايعها"؛ زياد مش سلبي ومش بايعها على العكس زياد ضحى بأعوام من حياته لأجل القضية لأجل أن يقدم فناً لبنانياً هادفاً ومحترماً وخاصةً منظماً.

أنا من محبي زياد ومن مناصريه في القضية ومن المعجبين بفكره وثقافته وفنه وقربه من الشعب اللبناني وذهنية الـ "Lebanese People" وحبه الكبير لوطنه.

زياد لم يبتعد، فانه لا يزال يقدم ما طلبه اللبنانيين منه في مقابلة جيزيل أي الموسيقى والأغاني. وقضية زياد لم تنتهِ مدتها، فان آخر مسرحياته "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" كانت تصف الوضع اللبناني السياسي والاجتماعي في القرن الواحد والعشرين، كما أن مسرحية "فيلم أميركي طويل" تجسد، بنظري، الوضع السياسي الراهن.

وزياد لم يدر ظهره للبنانيين بل هم أداروا ظهرهم له، عندما جزءوا مسرحياته وتعليقاته وعندما لم يفهموا من زياد سوى الهزلية الفارغة و"التشبه باليسارية". فحتى اليسارية التي عاشها زياد تحولت اليوم على أيدي بعض الشباب اللبنانيين إلى مجرد Look. أو بمعنى آخر يسارية برجوازية رأسمالية، تتلخص بالشعر الطويل واللحى الطويلة والتيشرتات المطبوع عليها صورة تشي غيفارا. (شاهدت مرة صورة لتشي غيفارا مطبوعة على منفضة معروضة في واجهة أحد الغاليرييات الـHigh).

دعوني أختم بالقول، أنا لا أنتقد جميع محبي زياد بل بعضهم ولا تفهموا من مقالي أنه تعميم. كما أنني أود أن أوجه رسالة لزياد الرحباني وأشكره على كل ما قدَّمه، فأنا من مواليد الثمانينات وأجهل الحقبة الزمنية التي كتب عنها زياد مسرحياته ولكنني عندما أسمعها اليوم أفهم ما هو لبنان، ومن هم اللبنانيون وأتعلم من أخطاء أسلافي وأستفيد من نصائح زياد المخفية في مسرحياته.

1 Comments:

Blogger Ramzi said...

Welcome to the blog scene!

I too am a fan of Ziyad, and not just for the sarcastic wit in his plays, but also the deep insight this man has into Lebanese society.

I have had the chance to be in his audience a few times.

Keep blogging...

12:52 AM  

Post a Comment

<< Home